هكذا يابنتى الحبيبة مرت السنوات سريعا و قد أصبحت طفلتى الجميلة عروس رائعة مقبلة على الزواج
وسوف تتركين بيتك الذى تربيت فيه و تذهبين إلى بيت جديد تكونين أنت سيدته المالكة زمام أموره
ولكن يابنتى الزواج فى حد ذاته ليس هدفا ولكن الهدف من الزواج هو نجاحه فى إقامة أسرة مسلمة سعيدة
ولقد ذكرتنى بنفسي وانا مقبلة على الزواج من أبيك
لذلك حبيبتى سوف أضع بين يديك ثمار تجربتي وانت ترين أننى والحمد لله قد نجحت بعون الله وتوفيقة
وتفهم وتعاون والدك أن نكون أسرة سعيدة موفقة مثمرة وكان أروع ثمارها أنت وأخيك
أبنتى الحبيبة
أعلمى الزواج يجمع بين شخصين مختلفين فى كل شئ فى الطباع والاخلاق والتربية ولكن بقدرة الله جمع الله بينكما فى رباط وميثاق غليظ هو عظيم عند الله فيجب عليك أن تكون نيتك لله فى العمل على نجاح هذه الرابطة المقدسة وخاصة أن الله فقك لرجلا صالح
سوف يستودع عندك شرفه وماله وبيته وعيالهولن أقول لك يابنتى أن الزواج كله شهر عسل لا إنما هو جهاد ومجهود
و بمرور الوقت سوف يهدئ الحب و تبقى المودة والرحمة والسكن و العشرة
قال تعالى :
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
وسبب هدوء الحب هو انطفاء الشهوة بالحلال التى أحلها الله لإعمار الارض والتناسل وهنا اتحدث معك دون خجل
إن العلاقة الحميمة بين الزوجين هامة جدا وعلى كل طرف ارضاء الآخر فى حدود ماأحله الله
فدائما كونى فى عينيه الزهرة الرائعة فى شكلها الطيبة فى رائحتها فلا يرى فيك الإ كل ما هو جميل
وأحرصى كل الحرص على أن ما يحدث فى غرفة نومك سر لا يجب الحديث فيه حتى لاقرب الاقربين
وعن علاقة المودة والرحمة بين الزوج زوجته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما )
هل تتصورى يابنتى أن الله يغفر ذنوب الزوج والزوجة إذا سادت بينهما المودة والرحمة والسكن
أبنتى الحبيبة
انت تحبين زوجك وهو يحبك فقد وافقت عليه بكامل إرادتك بعد ما تبين لك حسن دينه وخلقه
ولكنه أيضا يحب أمه فهى التى قامت بتربيته وسهرت عليه حتى صاررجلا تفتخرين أنه اختارك لتكونى زوجته
فإذا اردت أن تملكى قلب زوجك فأحبى أمه و أعتبريها امك وسوف تعرفين شعورها عندما تصبحين أما
وتعرفين كيف تعانى الام ليصبح ابنها رجلا محترما
أخوات زوجك عامليهم بالحسنى وإن أستطعت أن يكونوا اصدقاء لك والا فالمعاملة تكون على قدر تربيتك أنت واخلاقك أنت
جيرانك وأصدقائك لا تدعى وقتك يضيع معهم على حساب اسرتك ولكن كل شئ بمقدار وليكن زوجك وبيتك فى المرتبة الاولى
أبنتى الحبيبة
إذا كان زوجك يحبك ويردد هذه العبارة دائما فهو يحب بطنه أيضا فالرجل إذا جاع عمى راعى دائما مواعيد طعامه
ونظافة ملابسه فهوعنونك الذى يعرف الناس منه هل أنت زوجة نظيفة أم لا
وأيضا بيتك هو عنوانك فليكن دائما مرتبا نظيفا
وأحرصى على ماله فلا تبذير ولا تقطير ولكن بقدر الحاجة يكون الصرف
ولكى ترسو مركب الحياة الزوجية على شاطئ الأمان أياك ومناقشته فى ساعة غضبه أتركيه ليهدأ ثم
بالحوار والمناقشة والصبر وتجنب النقد واللوم ومعرفة عادات شريك الحياة والتأقلم معها يمكن حل المشاكل وهذا يتوقف على :
الاحترام المتبادل بين الزوجين والثقة والتفاهم والحب والتعاطف
بذل كل من الطرفين الجهد لإسعاد الطرف الآخر
إعادة التواصل بعد الخلافات وعدم مد فترات الخصام والابتعاد لأن البعد يرسب فى النفس المرارة وعدم الإهتمام
التنازل من الطرفين دون التفريط فى الكرامة لكل منهما
عليك القبول بتوزيع الأدوار فتكون القيادة دور الزوج ويكون الاستمرار دور الزوجة
لأن عدم القبول بالدور يسبب مشاكل كثيرة يكون حلها ببساطة أذا ألتزم كل طرف بدوره
وببساطه لايجوز وجود رجلين فى بيت واحد ولكن رجلا وأنثى
وبادرى بالاعتذار إذا شعرت أنك انت المخطئة لأن الاعتذارهو دلالة على القوة والمسئولية وليس الضعف والإهانة
وما أروع أن يجد الطرفان أنفسهما وهما يعتذران في نفس الوقت لأنهما أدركا أن المسئولية مشتركة في استمرار الحياة الزوجية
أخيرا
أبنتى الحبيبة
أعلمى يابنتى أننا سنكون دائما سنكون سعداء عند زيارتك لنا فى كل وقت بشرط عدم ترك بيتك لأى سبب من الأسباب
وعليك حل مشاكلك بينك وبين زوجك دون التدخل من أحد حتى أنا وليكن جزائى منك ومن زوجك دعاء يتقبله الله وهو:
(الله يرضى عن والدتك جزاء ما علمته لك)أسعدى يابنتى واسعدى أسرتك فالايام تمضى سريعة فلا تضيعيها فى المشاكل والخصام والعتاب
وأعلمى أن كل صعب تتحمليه من أجل استقرار حياتك الزوجية يكون عند الله فى ميزان الحسنات
فهيا ثقلى موازينك وأحتسبى جهدك عند العليم الحكيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الدُّنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ)
الروابط المفضلة