ليس لدي وقت
الوقت من ذهب
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك..
الوقت يداهمنا ..الوقت الميت .. وقت الذروة ..
سرقني الوقت ...
عبارات نسمعها يوميا؛ تعكس الأهمية
التي يحتلها الوقت في حياة الإنسان ،
وهي تكشف المفهوم الملتبس للوقت عندنا
وبما أنّ تحكّمنا في أي شيء وتسخيره فيما ينفعنا يتطلّب معرفته ؛
كان لزاما البدء بتعريف الوقت : يعرفه
الباحثون بكونه أحد البعدين
حيث تتحرّك الظواهر والأفعال البشرية :
الزمان والمكان أو الفضاء ؛
وأنّ الإنسان محكوم بالزمن ـ
واقع في قبضته مهما حاول الانفلات
أو التحرر منه .
كما أنّ كلّ إنسان يتوفّر على رصيد من الوقت
يمكن اعتباره رأسمالا يستهلكه خلال حياته
ويتمنى دائما
استثماره بأحسن طريقة ممكنة .
الوقت ينظم وتيرة حياتنا
نقوم كلّ يوم من النّوم وأمامنا
عدد معلوم من الساعات ؛ فكيف نوزّعها ؟
بين العمل والعبادة والأكل والرياضة
والراحة والتفكير ؟
فهل لدينا الوقت للقيام بما نريد ؟
أم أنّنا نمضي أيامنا في محاولة القبض عليه ؟
هل ننهي ما بدأناه ؟
ما نسبة الفشل ودرجة الإحباط الذي ينتابنا
إن فشلنا ؟ولم ننه أعمالنا بسبب عدم توفّر الوقت ؟
من هنا يبدو أنّ الوقت مكون ثمين
يتحكّم في تنظيم نشاطاتنا .
فالمسألة هنا في معرفة ماذا نفعل بوقتنا ؟
وفي قدرتنا على تحليله ،
ودراسة سلوكنا الشخصي في التعامل معه .
كيف ندبّر وقتنا ؟
*تدبير الوقت :
ـ يعني أن تكون فعالا في إنجاز نشاطاتك ،
وبرمجتها بشكل يسمح بالتحكّم في الأداء؛
فنحن بتدبير وقتنا ـ حين نوفّق في تدبير وقتناـ ؛
يمكننا أن نخصّص وقتا للقيام بكلّ ما نريد .
*تدبير الوقت :يعني وضع خطّة :
ماذا أريد أن أفعل ؟
كيف أفعل ؟
وكيف يمكنني أن أفعل بطريقة أفضل؟
بهذه الطريقة نحاول حلّ مشاكل تدبير الوقت الخاصّ بنا .
*وهو ككلّ إجراءات حلّ المشكلات ؛
ينطلق من تحليل الوضع القائم ؛
ويحاول إيجاد حلول
لهذالمشكل الذي يمثله تنظيم الوقت أحيانا
ـ وضع جدول زمني ـ
خطّة تدبير الوقت
وتتضمّن الإجراءات التالية :
1 ـ أحلّل :
*ـ ماذا عليّ عمله ؟: وضع لائحة بالمهام .
* ـ ما هو الوقت الذي المتوفّر لديّ ؟
تقدير الوقت الذي أتوفّر عليه ومدى
ملاءمته مع المهام المطلوبة .
ـ2 أحدّد اختياراتي :
ـ في أيّ اتجاه يتوجّب عليّ توجيه نشاطاتي ؟
هل هناك أعمال مستعجلة ؟ مهمّة ؟ طويلة ؟
صعبة ؟ مرهقة؟
متعبة ؟ مضجرة ؟ مفروضة ـ
ـ تحديد الأولويات واحترام الإكراهات المتحكّمة
في تنفيذ الأعمال .
3 ـ أخطّط :كيف يمكنني تنظيم
وتركيب أعمالي للتمكن من إدماجها
في الوقت الذي أتوفّر عليه ؟
كيف نحددّ الأولويات ؟
انطلاقا من لائحة الأنشطة المزمع تنفيذها :
*نقوم بتحديد الأهمّية والاستعجالية ؛
لأنّهما معياران أساس لتحديد الأولويات .
وبناء عليه يتمّ تحديد المهام المستعجلة ،
والأكثر أهمّية تُعطىَ الأولوية تنجز أوّلا .
*تقدر المدّة المحتملة لتنفيذها : من الضروري
تقدير المدّة المحتملة لتنفيذ الأعمال
المطلوب إنجازها
كي نخصّص لها رصيدا زمنيا مناسبا ؛
وهذا يسمح بتكوين رؤية أكثر وضوحا
للتخطيط لها ..
*ننظم اللائحة :
وذلك بتخصيص رقم ترتيبي لكلّ نشاط ؛
انطلاقا من الأولويات المحدّدة مسبقا ،
وهذا يسمح بمعرفة اتجاه التخطيط
لمعرفة نوع وأدوات تنظيم الوقت
فنميّز بين ما يتطلّب توزيعا يوميا
أو أسبوعيا أو شهريا أو غيره .
تساعدنا في ذلك أنواع الجداول التوزيعية
أو مفكّرة ومؤخّرا ذاكرة الهواتف النقالة .
أدوات تنظيم الوقت :
من أولويات النجاح في تدبير الوقت اختيار الأوقات
الأكثر مناسبة لتنفيذ الالأعمال
ونقصد باختيار الوقت ؛ اختيار الوقت المناسب
الذي يختلف باختلاف الأشخاص؛ لأنّ لكلّ إنسان ساعة داخلية ـ بيولوجية ،
ولكلّ كائن حيّ حاجات خاصّة ـ فيسولوجية :
الأكل والنوم وممارسة الرّياضة ...
لأن بعض الناس يحتاجون ساعات نوم أطول
وآخرون تكفيهم سويعات قليلة .
وبعض الناس يشتغلون بفعالية أكبر ليلا
وآخرون صباحا لأنّهم لا يقوون على السهر .
وبعض الناس لهم قدرة على التركيز
تمكّنهم من تسخير تركيزهم على مهمة
ـ عمل ـ مدّة طويلة ؛ في حين أنّ آخرين
يحتاجون توقّفات ـ استراحات ؛
ولهذاينبغي عند التخطيط لنشاطاتنا ؛
احترام والأخذ بعين الاعتبار الحاجات
الخاصّة لكلّ فرد ،ووتيرة أو دورات نشاطه
عند وضع أي خطّةأو برنامج عمل .
ـ الضبط والتحكّم :
كلّ تخطيط يعتبر توقّعا لتنظيم الوقت :
هل حقّقت كلّ ما خطّطت له ؟
هل كانت توقّعاتي واقعية وقابلة للتنفيذ؟.
وهذا يقودنا إلى :
*التحكّم في تنفيذ المهام:
*تأجيل المهام غير المنجزة : البحث في جدوى هذه المهام
وإعادة جدولتها
جدوى تدبير الوقت
*قد يبدو تدبير الوقت للبعض إجراء
تعسّفيا مقيِدا ؛
لأنّه إذا كان كلّ شيء مخطّطا له ومؤطّرا
فإنّه سيتكوّن لدى البعض شعور/انطباع
بأن هذا نوع من السجن والتقييد
والاحتجاز داخل هذا التخطيط
والتحديد الحاسم : وقت لكلّ شيء .
إلّا أنّ هذه الفكرة غير صحيحة وغير سليمة ؛
لأنّنا حين نخطّط لأعمالنا، ونحدّد وقتا لكلّ شيء
سنمكّن من إنجاز اختياراتنا بأنفسنا ،
ونستطيع في كلّ لحظة تعديل المخطّط وتصحيحه
بناء و ارتباطا بالمستجدّات أو الطّوارئ
أو الإكراهات .
كما أنّه يسمح لنا باقتطاع
وتخصيص وقت حرّ للراحة والترفيه
دون إحساس بالضغوط أو الذنب
ما دمنا متأكّدينمن قدرتنا
على إنجاز ما اخترنا وخطّطنا لإنجازه .
كما أنّه من الضروري توقّع مرونة وتوازن
في التخطيط ؛ وذلك بتخصيص أوقات للعمل
وأخرى للراحة
والهوايات والترفيه بمرونة ودقّة .
وختاما ينبغي أن نكون مقتنعين
بأنّنا المسؤولون عن أعمالنا ،
المتحكّمون في أوقاتنا ،؛
وبناء عليه :
لا ينبغي القول بعد الآن:
لديّ بعض الوقت ؛ماذا يمكنني أن أفعل به؟
.بل قل : عندي عدد من الأعمال للإنجاز ؛
متى يمكنني تنظيمها ـ التخطيط لها ؟
وكم يلزمني من الوقت لإنجازها ؟.
ملحوظة :
هذا الموضوع كان نواة دورة
كنت أعتزم تقديمها خلال الصيف ،
أتمنى التمكن من تنفيذها
بعد انتهاء الحملة .
الروابط المفضلة