ونخص بالذكر الإنسان الفلسطيني الذي يتعرض باستمرار لضغوط نفسية واجتماعيه، فهو الأكثر تأثرا بما يجابهه من أثار سلبية خلفها الاحتلال على مر السنين
ويؤكد المختصون بأن تأثير الحرب سيبقى لعدة سنوات
فالإصابات الجسدية يمكن علاجها مع مرور الوقت، أما المشاكل النفسية فهي قد تبقى معهم للأبد
والشريحة الأكثر تأثرا هي النساء والأطفال، فكثير من الأطفال يعانون من التبول اللا إرادي، والتلعثم في الكلام، والأرق عند النوم وفقد الشهية والعدوانية والعنف
ويرجع هذا كله إلى ما يعانيه الطفل الفلسطيني من الحرمان ومن مشاهدة مناظر القتل والدمار بأي لحظة و في كل مكان
الطفل الفلسطيني
يعاني الطفل الفلسطيني الحرمان ولا أقصد به حرمانه من حنان والديه
فهو مفتقد الألعاب والأماكن الترفيهية التي ينعم بها أقرائه في باقي الدول الأخرى ،بل إنه محروم من الذهاب إلى البحر، وهو المتنفس الوحيد لأهل غزة؛ فهذا المكان لم يعد آمنا كما سبق فالعدو مستعد أن يقصف مجموعه من الأطفال يلهون على الشاطئ دون رحمة بهم ،كما إنه محروم من أبسط ما يحتاجه من غذاء، مثلا فغلق المعابر يؤدي إلى نقص في المواد الغذائية التي يحتاجها الصغير والكبير
على سبيل المثال
إذا أراد الطفل شراء بسكويت أو شوكولاته فإنه لا يجد وهذا الحرمان المستمر يؤثر سلبا على نفسيته
كما إنه يوجد أطفال كثيرون فقدوا أبائهم وأمهاتهم وإخوانهم مما يعرضهم لضغوطات نفسيه حادة بسبب فقدهم الحنان الأسري
إن الطفل الفلسطيني رجل في جسد طفل وعقلية ناضجة سبقت أوانها .وإن تجربتنا الأخيرة في غزة خلقت من الأطفال شيوخا في الصبر والثبات
فخبروني بالله عليكم هل يصمد شيخ ذو 60 عام خارج غزة على ما تحمله أطفالها
ففي فترة اجتياح غزة وأمام مشاهد القتل والتدمير وانقطاع الكهرباء الدائم تقريبا وانقطاع الماء والغذاء ،كنا ننتظر مجيء الكهرباء لحظه بلحظه لفترة قليله لكي نلتف حول التلفاز لنعرف ما أخر المجريات في باقي المدن وفي هذه الأثناء لا نحس بأطفالنا
فهم أيضا يريدون مشاهدة قنواتهم المفضلة ولا يوجد وقت تقريبا لهم
أتذكر ذلك اليوم عندما أراد صغيري مشاهدة قنوات الرسوم فصرخ والده بوجهه أريد أن نشاهد الأخبار قلت له هون عليك يا رجل ما ذنب الصغير أتركه ولو قليلا يرفه عن نفسه ثم انتقل للأخبار
فنحن بدون وعي نسمح لهم بمشاهدة تلك المناظر لأنهم من الطبيعي من شدة الخوف لا يريدون تركنا من كثرة القصف
ومن الطبيعي ونحن نتابع النشرات المتتالية مع الأخبار العاجلة يتابعون معنا ما يدور بغزة ومخيماتها ويسألون.......... ويتساءلون هل سنموت........ هل سنقطع.......من سيبقى...ومن سيموت ........ومتى تكف الطائرات عن الأزيز فصوتها يصم الأذان فالعدو برغم ارتفاع صوت الطائرة إلا إنه زودها بمكبرات صوت لتصدر أزيزا يتلف الأعصاب
لقد كان أول يوم قصف والطلاب بمدارسهم وهذا انعكس سلبيا على الطلاب
وخصوصا الأطفال فابنتي ابنة الثانية عشر كانت تنام في حضني طوال فترة الاجتياح فقد حدث القصف وهي بالمدرسة وتقول لي لا أريد الذهاب للمدرسة لم تعد المدرسة مكانا أمنا ولا مصدر حماية للأطفال ولكن طوال هذه الفترة حاولت أن ألفت نظرها إلى أن العدو له مصلحه في جعل كل أطفال فلسطين جهله غير متعلمين وإذا لم نذهب للمدرسة نكون قد ساهمنا في توصيلهم لأهدافهم فاقتنعت وقالت إذا حدث شيء تعالي خذيني من المدرسة فقلت إن شاء الله لايحدث إلا كل خير.
هذه بعض من معاناة أطفال غزة الذين حرموا من أبسط حقوقهم وهي طفولتهم
وهذه بعض الحلول التي تساهم في التخفيف عنهم في مثل هذه الظروف
طرق حماية الطفولة
1- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي من قبل المؤسسات المختصة، ومساعدة الأهل وعدم إظهار الخوف أمام الأطفال
2- إشغال الأطفال بالرسم أو بالألعاب كي لا يبقوا مشدودي الأعصاب أومتوترين
ومن تجربتي الشخصية لي أثناء الاجتياح فقد أحضرت ألعاب ابني الصغيرمن ألعاب اللي جو( المكعبات) والقصص القديمة لكي يلهو بها هو وأقربائه الذين لجئوا إلينا فترة الاجتياح بحثا عن الحماية، ولكن كل الأشكال التي كانوا يكونوها عبارة عن صواريخ وطائرات ودبابات وهكذا حتى أخر حجر باللعبة، وإن رسموا يرسمون البحر وفوقه الطائرات، كذلك المدارس وناس تجري هنا وهناك وركام وطائرات ودبابات كلها مشاهد القصف والدمار
3- إقناع الأطفال بضعف العدو وبأننا أصحاب حق وقضية وأن الغلبة بإذن الله لنا كما نحكي لهم عن تاريخ فلسطين وأمجادها وأراضيها وخيراتها وجبالها الشماء وطبيعتها الساحرة
4- إبراز دور الشهيد للطفل ومكانته في الجنة والنعم التي سيلقاها هناك ونترحم (على روح كل الشهداء)
5- احتواء الأهل لأبنائهم وإضفاء المزيد من الحب والحنان والاهتمام بهم لزيادة ثقتهم بنفسهم وليشعروا بالحماية
6- وأخيرا نتوجه إلى المؤسسات والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين بالتوجه للمدارس لإعطاء الدعم اللازم للطلبة كما ويتوجهون بحملات للمنازل لتوجيه الأهل وتوعيتهم لرعاية أبنائهم ودعمهم نفسيا واجتماعيا .
دور المرأة
للضغوطات النفسية والإجتماعيه التي تعانيها المرأة الفلسطينية جراء ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين
أثرها السلبي والكبير على إدراك المرأة للضغوطات العائلية والاجتماعية والاقتصادية مما يزيد من معاناتها وأسرتها بشكل عام
وحيث أن المرأة الفلسطينية تعتبر نموذجا فريدا من نوعه في التعامل والتفاعل مع جميع المواقف وبلورتها لصالحها رغما عن الظروف والسيطرة عليها قدر الإمكان بطرق وأساليب مختلفة تتناسب والجو الذي تعيشفيه
وأن لديها المقدرة على مواجهة الضغوط التي تحيط بها سواء عائلية أوسياسية أو اقتصادية أو اجتماعية فهذه أم شهيد ........وتلك زوجته........وأخرى أخت شهيد........وابنته و......و........الخ
سأخبركم ماذا تفعل أم الشهيد
فقد ودعته في الصباح وكان كالبدر المنير ليلة التمام وكعريس معطر بالمسك والعنبر متوضئ
حمل سلاحه وتوكل على الله وها هو عاد إليها في المساء
لقد أتوا إليها بأشلائه .........أشلاء لم تعرفه إلا من نذب قديم في جسده الطاهر
لم تجزع ولم تتزعزع ثقتها بالله بل صبرت واحتسبت
سل قلبها حينذاك عن تلك اللحظة التي تحول فيها الجسد المدمي إلى أشلاء
لقد تحول جسده الطاهر إلى أشلاء
اللهم الصبر يارب
وهذه حكاية أخرى ولكنها جارتي التي لا يبعدني عنها سوى منزل واحد فقط
جارتي التي ربت أولادها اليتامى على حب الله والوطن
خرج ابنها المهندس إلى عمله وبمجرد دخوله المكتب قصف المبنى بالكامل
ليتها وجدت أشلاء أو أثار
لقد استشهد ولدها حدثتني قائلة
لقد كان يقول( اللهم اجعل جسدي للطير ووحوش الأرض ومزقني ولاتجعل منى قطعا توجد)
لقد طلبها ونالها فعلا بحثوا كثيرا فلم يجدوا أي أثار لها احتسبت هذه الأم الصابرة
رغم حرقتها على فلذة كبدها وزهرة عمرها وريحانته
ومثل هذه الحكاية حكايات كثيرة في أروقة المخيمات في شوارع ومدن غزة
لكني أخواتي الحبيبات .....
تفطر قلبي على منظر تلك الأم التي أتوا إليها ببعض من أشلاء ولدها المجاهد فور استشهاده
عانقت الدماء الزكية الطاهرة التي تنساب من تلك الأشلاء
صبغت وجهها باللون الأحمر المنهمر كالشلال
كانت تقبلها بحرقه وتحتضنها
علها تجد فيها السلوى احتضنت القطعة وكأنها تحتضنه لحظة مولده
أو كما ودعته لحظة خروجهأأأأأأأأأأأأأأه
أخواتي ليس علي بهين كتابة مثل هذاالموضوع
فإنني أعتصر ألما
كما إنني كتبت الموضوع وجهزته على ضوء مصباح الكاز (اللمبة)
هذه أخواتي هي الأم الفلسطينية
الصابرة المعطاءة التي أرضعت أطفالها حب الدين والوطن والقضية
دورالشباب
ولا ننسى في حديثنا الشباب وهم حماة الوطن ورمز عزته وشموخه
فقد حرم الكثير منهم التعليم إما لأسباب اقتصادية أو قهرية كإغلاق المعابر وعدم السماح لهم بالذهاب للتعليم بالخارج
حتى الخريجون لا وظائف لهم
فالاحتلال يدمر كل شيء، يدمر الشجر والحجر ويقتل البشر ويحرق الأخضر واليابس
لكنه لا يستطيع..... .ولن يستطيع......أن يدمر شباب فلسطين الذين هم رمز عزتها وفخرها وحمايتها
فبسواعد الشباب ا المعطاء لفتية وثباتهم قهروا آلات العدو الجبارة ودافعوا عن عزة الفلسطينيين وحريتهم
دور الأب
لا ننسى في حديثنا الأب الذي هو نواة الأسرة ومركزها
فمن الناحية الاقتصاديةحرم كثير من الآباء من مصدر رزقهم مما يؤدي إلى انتشار البطالة الزائدة في غزة
وهذا ينعكس سلبا على أوضاع الأسرة بالتأكيد
لم يعد الأب يستطيع توفير مأكل وملبس وتعليم و............الخ
ويصبح الضغط عليه كثيرا فهو المسئول عن تأمين كل احتياجات الأسرة........لكن من أين؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الخاتمة
وأخيرا أخواتي أعذروني للإطالة
ولكن هذاالقليل جدا من الموجود على أرض الواقع
أقول .....أين الضمير العربي؟؟
………………………
أين الحق العربي؟؟؟؟؟؟؟؟؟
………………………
أين النخوة العربية؟؟؟؟؟؟؟؟؟
………………………..
أين المؤازرة العربية؟؟؟؟؟؟؟؟؟
…………………………
لقد شردونا من أرضنا....... وسرقوا أحلامنا........دمروا بيوتنا..........
ستون عاما ونحن نذبح
ستون عاما ونحن ننتظر
جيل يتلو جيل يعتصر ألما …. يحصد ألاما بدل الآمال
صرخت المرأة العربية يوما تستنصر المسلمون العرب(واااااااااااااااااااااااامعتصماه)
لكن نحن اليوم وبكل شموخ نقول(يااااااااااااااا اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه)
ودمتم
الروابط المفضلة