
**** الموقف الأول ****
فاطمة فتاة في الثلاثين من عمرها
تزوجت سعيد منذ ما يقارب الخمس سنوات و رزقت منه بطفلين بنت في الرابعة و ولد عمره سنة و نص
علاقة فاطمة بأهل زوجها كانت جيدة نوعا ما
فهي حرصت منذ زواجها على اقامة جسور المودة و التفاهم بينها و بينهم
خاصة أنها تعيش معهم في شقة مستقلة في نفس البناية
و أظهرت حرصا خاصا على برهم و صلتهم و عدم الوقوف على الامور البسيطة
و تغيير الفكرة السائدة عن أن علاقة الكنة باهل الزوج يجب أن يسودها التوتر و الخصومة
و نجحت في ذلك الى حد ما في اول زواجها
الا أن الامور بدأت تتعقد مع الزمن
فما نعيشه ليس كما نسمعه و الحياة تفرض علينا أشكالا متنوعة من البشر
و مواقف عديدة غير متوقعة تفاجؤنا و تحيرنا
و قد نقف عاجزين في الكثير منها
ففاطمة بدأت تشعر بعد تلك السنوات البسيطة
أنها غير قادرة على مسايرة و مجاراة بعض الامور و التصرفات التي تحدث من قبل اهل زوجها
و التي أصبحت من كلاسيكيات الحياة عندها
و أصبح صعبا عليها غض النظر عن الامور التي بدأت تؤثر جوهريا على عدة جوانب
و و باتت تقع في تردد بين العلاقة الطيبة التي تسعى دوما للحفاظ عليها و تحسينها
بين المواقف التي لا يمكن السكوت عنها بحسب رأيها
و التي تؤذيها نفسيا و معنويا و تلقي بظلالها على حياتها الخاصة
************
فمثلا حماتها على الرغم من لطفها مع فاطمة
الا أن حنانها و تعلقها الزائد باحفادها أبناء فاطمة
أصبح ينعكس بشكل سلبي على حياة فاطمة و اولادها
فهي في أي وقت يمكن أن تحضر الى المنزل و تصطحب الصغير في نزهة
او ان تخرج به لشراء الحلوى و اللعب له .. بشكل متكرر و مبالغ فيه
و الطفل بطبيعة الحال مسرور
لعب و لهو و تدليل و حلوى بدون حساب
و كانت فاطمة لا تستطيع صد حماتها و تحرج من أن ترفض خروج ابنها معهافي الأوقات الغير مناسبة
حتى لو بأسلوب لطيف و كانت تشعر أنها توضع تحت الأمر الواقع
الا انها بدأت تشعر جديا بخطورة هذا التصرف و تأثيره بشكل سيء على الطفل و تربيته
فأصبح لا يسمع كلامها يبكي و لا يلتزم بأي قانون أو توجيه
يرغب في الحصول على كل شيء دون حساب
و رويدا رويدا أصبحت فاطمة لا تتحمل رؤية ابنها يبتعد عنها بالتدريج
و ينجذب لجدته و يرغب في قضاء كل الوقت معها
و أصبح هذا الموضوع من المعضلات التي تؤرقها و تقض مضجعها
**************
و ليس هذا هو الجانب السلبي الوحيد في علاقتها بأهل زوجها
فسعيد له اختان كل واحدة منهما داء لا علاج له
فالاولى مزاجية تأتي لزيارة والدتها و حين تعرج لزيارة اخوها في شقته
لا يعجبها أي شيء مما تقوم به فاطمة
فلا عملها و لا طبخها و و لا ترتيبها و لا ذوقها في اللبس و الاثاث و لا أي شيء يمكن أن يرضيها
على الرغم من أن فاطمة تحاول جهدها الترحيب بها و اكرامها بكل ما تستطيع
الا أن التعليقات و التلميحات من اخت سعيد لا تنقطع أبدا
منذ دخولها المنزل حتى خروجها منه
تدخل المنزل ...تنظر حولها
تتفحص كل شيء و تبحث عن أي نقص او ثغرة تتصيدها ...
تمسح بأصبعها الطاولة ...
في ايحاء يحمل اتهاما لفاطمة بتقصيرها في نظافة منزلها و الاهتمام به
تلبس فاطمة فستانا جديدا تعلق عليه قائلة : أتدرين لقد رأيت فستانك هذا في المحل الفلاني قبل سنتين
واحدة في سنك عليها أن تجاري الموضة!
و لا تتوقف التعليقات من أصغر شيء الى اكبر شيء
لماذا اشتريت تلك السجادة -- لا داعي للاسراف
لماذا أبناؤك مزعجين -- كيف يتحمل زوجك -- الله يعينه
و رغم كم الاحباط الكبير الذي تصاب به فاطمة نتاج كل تلك التعلقيات السخيفة الا أنها و حتى حين تحاول رد الاساءة بالاحسان و تجنب الدخول في نقاشات عقيمة فحتى هذا لا يعجب اخت زوجها و تصرخ قائلة :
سعيد ما هذا أنت تعيش مع امرأة لا رأي لها في أي شيء
و لا تعلق على أي كلمة تقال لها و --- الله يعينك عليها ههههههههههه
تقولها و تطلق ضحكة توحي أنها تمزح الا أن الهدف المبطن وراء تعليقاتها اللاذعة واضح كالشمس و جارح كالسهم
تكاد فاطمة تنفجر فهي لا تستحق كل هذا و لم تؤذها يوما لتنال منها كل تلك الأذية .. تمسك دموعها رغما عنها
****************
و أما اخته الثانية فهي علة بحد ذاتها وظيفتها و همها ذكر و تذكير سعيد بخطيبته السابقة
تقوم فاطمة بدعوتها الى الغداء
و تحضر ما لذ و طاب
حضرت السمك فهي تعرف انها تحبه
و ما ان جلست اخت زوجها على السفرة حتى قالت :
سعيد هل تذكر نهى كان عندها حساسية من السمك
و من بعدها لا يتوقف الحديث عن نهى
هل تذكر يا سعيد الهدية التي أحضرتها لك نهى و كما سعدت بها
و : هههههه ذكرتني بالموقف المضحك الذي حدث معك انت و نهى حين دعوتها في ذلك المطعم الفاخر
تحترق فاطمة من داخلها و تلتزم الصمت
فهي كأي زوجة تغار على زوجها و ترغب في أن تشعر انها الوحيدة في حياته
الا أن أخته أصبحت سببا في حضور الماضي في كل وقت في حياة فاطمة الزوجية
فهي تتعمد احيانا مناداتها بنهى متذرعة بأنها متعودة و لم تقصد
و حين تحاول فاطمة توجيهها بشكل لطيف و مهذب
تشيح بوجهها بعيدا غير مبالية بما تقوله
و لم تعد فاطمة تتحمل كل هذا
خاصة عندما تجد زوجها ملتزما الصمت في كل ما يحدث
و لا يرد سوى بـ : نعم - ربما - ممممم - أجل
*****************
فلا يكاد ينتهي النهار الذي أتعب قلبها ما بين حماتها و اولادها و اخوات زوجها ان حضرت احداهن
حتى تكون قواها قد أنهكت و ترغب في ان تعيش سويعات الليل في سكينة و هدوء مع زوجها تتبادل معه الحديث و تتفرغ له
تحكي له و يحكي لها .. يتسامران و يروحان عن بعضهما بعد نهار شاق هو في العمل .. و هي في حياتها تجاهد على كل الجبهات و الاصعدة
الا أنه حتى في الليل لا تنفك تشعر بظلال تداخلات اهل زوجها في حياتهم
فاخو زوجها ياتي ليسهر مع سعيد طول الليل حتى ياتي موعد نومه
و على الرغم من انه متزوج الا أن زوجته غير متضايقة من هذا الوضع
فهي تفضل أن يسهر زوجها مع اخوه على أن يسهر مع أحد اخر في مكان ما
و موقف سلفتها هو ما يحرج فاطمة اكثر و يجعل الامر كأنه عاديا ...
و ينتهي يوم فاطمة على هذا الحال يوميا
و ما يزعجها أكثر أنه ليس هناك من يسمعها او يتفهمها
فان حاولت مفاتحة زوجها بما يضايقه من اهله و لو بأسلوب لطيف
يواجه كلامها ببرود كبير و سلبية اكبر ...
فهو يرى ان كل ما يحصل امور تافهة لا يريد ان يتعب نفسه فيها
و أن يوضع في مواجهة مع أهله من أجلها
و اكثر ما يقوله لها :
انهم اهلي تحمليهم من أجلي .. و لا تحملي الامور أكُثر مما تستحق !
و هكذا تأكل الحيرة قلب فاطمة ... عجزت عن إيجاد الحل المناسب لوضعها
حل يريحها دون أن يحرجها أو يضعها في مواجهة صعبة مع الاطراف المعنية
*********************
في رأيك ما هو التصرف الامثل لفاطمة حيال كل ما تواجهه في علاقتها باهل زوجها ??
يتم ارسال الاجابات عبر الرسائل الخاصة لاحدى مشرفات النافذة الاجتماعية
بالتوفيق للجميع


تعليق