الذكر ليس كالأنثى
فهما مختلفان ، والاختلاف هو آية الخلق وعلامة الابداع ودليل الايجاد
فلولا الاختلاف بين شيء وشيء لاستوت الأشياء ولما كان ثمة معنى لشيء
والمرأة مختلفة عن الرجل بكينونتها وهويتها ، بميولها واستعدادها ، بصفاتها ومواهبها ، بجسدها وروحها ، بخلقها الظاهر وخلقها الباطن
ولولا هذا الاختلاف لما كان ثمة حسن وروعة
ولما كان ثمة عجب ودهشة
فالرجل يألف المرأة لأنها تشبهه ويفتتن بها لأنها مختلفة عنه
وهو يرغب في الاجتماع بها للفرق القائم بينه وبينها
فالفرق بين الرجل والمرأة هو فرق بين الذكورة والأنوثة
وبين الأبوة والأمومة
وبين الخشونة والرقة
وبين القوة واللطف
وبين الهيبة والأنس
ولنقل بين الجلال والجمال
فلكل من الزوجين صفاته ومميزاته
فما يستعد له الرجل لا تستعد له المرأة وما يصلح له لا يصلح لها وما يليق به لا يليق بها
فالانثى تستعد للحضانة وتتصف بالرقة والحنو
بينما يستعد الذكر للنجدة ويتصف بالبأس والقوة
وهي تطلب حماية الرجل لها
بينما لا يليق برجل أن يطلب حماية المرأة له
والرجل أميل الى الهجوم في حين أن المرأة أميل إلى الدفاع
وهي تتحلى بالصون والستر بينما هو يتحلى بالاقدام والجرأة
ومن هنا فالمرأة التي تبذل جمالها لأي كان وتتبذل في إظهار مفاتنها أو تفحش في الكشف عن عوراتها
تفقد معناها وقيمتها وتعدم كونها واحة الحب والجمال
فتصبح مجرد سلعة تباع وتشترى
فالمرأة إنما تأسر الرجل بجمالها ولطفها
بينما يجذب الرجل المرأة بجلاله وهيبته
مع العلم أن لكل جلال جمالا ولكل جمال جلالا
وعلى هذا يجدر بكل الزوجين المختلفين أن يبقى كل واحد منهما على اختلافه ويتخلق بأخلاقه
فلا تتخلق المرأة بأخلآق الرجل بل تحافظ على نمط وجودها وشكل حضورها
ويكون لها أسلوبها المميز
فتكون رقيقة لطيفة ودودة لينة
وهي إذا ترق وتتودد تأسر الرجل فيرق بدوره ويلين بل يخضع ويذعن وعندئد تتصفى القلوب ويصفى كل منهما للآخر
فتصفو الحياة وتغدو مواسم حب ونور
وبالمقابل يجدر بالرجل أن يحتفظ بهيبته وسلطانه ومروءته
أي أن يستحي أن يفعل في السر ما يستحي أن يفعله في العلن
عليه أن يهاب نفسه وأن يخشاها ليهابه الآخرون
ومتى فقدت المهابة فقدت الرجولة والأنوثة معا
إذ لا أنوثة إذا رأت الزوجة زوجها فقد هيبته وسلطانه
فعلى كل من الزوجين أن يحتفظ بهويته وأن يبقى في الصفة التي تمنحه التميز والفرادة وتشكل سر شخصيته
فتبقى المرأة في جمالها ولطفها ويكون من أهم أوصافها الرحمة والعطف والحنو والمودة
ويبقى الرجل في جلاله وعزه ويكون له من أهم أوصافه الرحمانية أي العون والنصرة والحماية
وأخيرا على كل منهما أن يتقن لعبة تشويق صاحبه إليه
فلا يبتعد عنه كل البعد فيميل عنه الى غيره
ولا يبذل له نفسه كل البذل حتى لا يمله
فإذا ما مل الجسد مل القلب
كما جاء في وصية أبي الأسود الدؤلي الى ابنته عند زواجها
الروابط المفضلة