
بفضل الله تعالى وصلنا معاً إلى القاعدة السادسة و الأخيرة من هذه السلسة
حيث نناقش سوياً نقطة تُعتبر بحدِّ ذاتها سياسةً قوية تُأتي بثمارها الرائعة
لأن نتيجتها ستكون مبهرة إن أحسن كلا الزوجين استخدامها، وتحقيق نجاحها
والعمل بها يعتمد على عدة نقاط
من أهمها: إختيار الوقت المناسب ( الموقف )
إذ تعتمد بالدرجة الأولى على الذكاء والفطنة من كلا الطرفين
حتى تكون النتيجة كما يتمنّيا .
" القوة الناعمة " متى تستخدم بين الطرفين؟ وكيف ؟
أي العمل بأسلوب الحرب النفسية بين الزوجين بحيث تُكسب المعركة قبل أن تبدأ .


"القوة الناعمة: معاني النجاح في السياسات الدولية"
هذا العنوان الرّنان كم قرأناه في الصحف و عبر صفحات النت
لو فكرنا في تحليل هذه العبارة؛ فسوف نجد أن القوة حين تكون ناعمة
أو بتعبير آخر سلسة وهادئة ،بعيدة عن الخشونه المنفِّرة ؛فسوف تأتي بثمارها وتعطي نتيجة أفضل،هذا إن عمل بها بين الدول ،
فما بالنا لو طبقت بين الزوجين حين يتعرضا لمشكلة ما ؟
إنّ أهم ما يميز"القوة الناعمة "بكل تأكيد؛ أنها تغني عن إستخدام أسلوب العنف و الصراخ
الغير مجدي في حال حصول خلاف بين الزوجين .
أحيانا صمت الزوجة بالذات حين تشعر أن زوجها في قمة الغضب ، صمتها سوف يمتص هذا الغضب
ولا يعني أنها غير قادرة على الرد ربما بالمثل أو بشكل أكبر !
و لكنها حين تستخدم هذه القوى في وقتها سوف تكون هى الرابحة
لماذا ؟ لأنها بكل تأكيد لو تصرفت بالمثل لأشعلت فتيل الحرب و أججتها .
ولو أردنا أن نحلل هذا الموقف الذي ربما يحصل في كل بيت
سنجد أن الزوج العزيز استخدم "القوة الخشنة "، و الزوجة الذكية بالمقابل استخدمت "القوة الناعمة "
وبذلك كانت هى المسيطرة على الوضع ،ولم تكن خسارتها فادحة بعكس لو أنها لم تستخدمها
إذاً هى آثرت الصمت وتحكمت بِأعصابها وهذه قمة القوة التي جعلتها تكسب المعركة
أو لنقل الحد من كبرها و إتساعها الغير محمود العواقب .
بعد هذا الموقف بطبع لم تنتهي الحرب ! ولكن هناك ستكون جولة ثانية أقل حدة
زمام الأمورأصبح بيد الزوجة لآنها سوف تعمل بنفس الأسلوب حتى النهاية .
ولأن الكرة أصبحت في ملعبها إذا عليها استغلال الموقف لصالحها
كي تنهي الأزمة بطريقتها الخاصة و سلاحها الفتاك :القوة الناعمة كما اتفقنا ،
هنا إما أن تستغل الوقت المناسب لتناقش الموضوع بهدوء و روية
أو أنها تستعمل سلاحا أكثر قوة بحيث تجعل المبادرة تكون من الطرف الآخر
حتى يتسنى لها الهجوم بالطريقة المناسبة ،التي سوف تنهي الحرب وهى ما تزال في بدايتها
على الأقل بنظر الطرف الآخر ، وكما نعلم فالمرأة لديها الكثير من هذه الأسلحة وعليها توظيفها
لتكسب وتنهي الحرب قبل بدايتها .
أما الزوج فلو فكرنا في إستغلاله للقوة الناعمة لوجدنا أغلب الأزواج يستخدمونها
ولكن الزوجة ربما لم تلاحظها ، لأنهم يتصرفون بذكاء كبير
بحيث يكسبوا المعركة بكل بساطة، كيف ؟ ربما الزوج ترك زوجتة تعبر عن غضبها بطريقتها
التي تكون غالبا بتَّصريح و بإلقاء اللوم عليه بالعتاب و النقاش الحاد الغير مجدي
وهو ماذا يفعل ؟ يحارب بكل هدوء يستخدم "القوة الناعمة " ليجعل الضحية تعود و تعتذر
وتلقي بكل أسلحتها و ترفع الراية البيضاء ، الم نقل في البداية أن الموضوع يحتاج الى الكثير من الذكاء .


هذا أخواتي كان مجرد نموذج لإستغلال القوة الناعمة التي يعمل بها كلا الزوجين
للتخفيف من حدة الخلافات بينهم .
والأن أترك لكن المجال لتتحفننا بآرائكن حول هذه النقطه و كيفية إستغلالها
مع ذكر مواقف واقعيه ناجحة .

تعليق