لماذا يدعم كل من نوري المالكي وإيران وحزب الله بشار الأسد في حملته الدموية ضد ابناء شعبه الثائر في سوريا..؟؟
2011-07-03 :: بقلم: حسين الحسيني ::




المخطط الإيراني الخبيث، لنشر الفتنة والقضاء على كل ما هو عروبي، وإقامة تكتل صفوي يخدم المصالح الإيرانية بالدرجة الأساس، لم يعد سرا ولا لغزا ولا هو بالطلسم! فالتدخل الإيراني إلى جانب نظام بشار الأسد القمعي الدموي لم يعد تأييداً باللسان والكلام، بل صار حقيقة واقعة، فوجود قوات إيرانية تقمع الثوار في سوريا أمر مثبت، وإن كان وليد المعلم ادعى أن إيران ووكيلها حزب الله يساندان سوريا بالموقف فقط وليس بالتدخل..

فقبل أسبوعين نشر نشطاء سوريون على الانترنت فلما يظهر عنصرين إيرانيين ناطقين بالعربية يعترفان بأن الأمن العسكري الإيراني أرسلهما ضمن مهمة المشاركة في قمع انتفاضة الشعب السوري. وليست هذه المرة الأولى التي تتحدث أوساط المعارضة السورية عن مساعدة النظام الإيراني وحزب الله اللبناني لحليفهما في دمشق، كما سبق أن كشفت تقارير استخبارية بريطانية عن استعانة قوى الأمن السورية بعناصر من حزب الله اللبناني وتلقيها المشورة والمعدات من طهران، حسب ما جاء في صحيفة "ديلي تلغراف" في عددها الصادر يوم الاثنين 6 يونيو عن مصادر بارزة بوزارة الخارجية البريطانية تأكيدها أن هناك معلومات موثوقة بأن طهران تقدم معدات مكافحة الشغب وتدريبات شبه عسكرية لقوات الأمن السورية.


هذا وكان حسن نصر الله الموالي لطهران قد دعا بدوره السوريين الى "الحفاظ على نظامهم المقاوم والممانع". ودعاهم إلى إعطاء المجال للقيادة السورية بالتعاون مع كل فئات شعبها لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.


الموقف الغريب الذي يثير الريبة والإستنكار هو موقف (نوري المالكي) رئيس وزراء العراق، الذي طالب في أغسطس 2009 من مجلس الأمن الدولي وعلى خلفية تفجيرات ببغداد، بالتدخل وتشكيل محكمة جنائية دولية ضد سوريا التي اتهمها بأن لها دورا في تلك التفجيرات.


وفي 4 سبتمبر 2009 قال المالكي أمام رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين ببغداد، إن الأجهزة الأمنية العراقية رصدت اجتماعا في الزبداني في الثلاثين من يوليو من ذلك العام "ضم بعثيين وتكفيريين بحضور رجال مخابرات سوريين". ثم أضاف متسائلا "لماذا الإصرار على إيواء المنظمات المسلحة والمطلوبين للقضاء العراقي والإنتربول على الأراضي السورية؟ ولماذا يسمحون للفضائيات التي تعرض كيفية صناعة القنابل والمتفجرات، وهم لا يسمحون بصوت معارض لهم؟". هذا كلام المالكي عام 2009، أما اليوم فيقول رئيس الوزراء العراقي، الرجل الأكثر شراسة ضد البعثيين، إن "استقرار المنطقة ككل مرتبط باستقرار سوريا وأمنها"، داعيا رجال الأعمال العراقيين للعمل بشكل متكامل مع السوريين!


وبالأمس القريب وقف نوري المالكي مستنكرا دخول قوات درع الجزيرة العربية الى البحرين، وقال بالحرف الواحد: "إن دخول قوات من دول عربية مصنفة سنية إلى جانب الحكومة السنية في البحرين وضع الشيعة أمام حالة وكأنها حشد سني ضدهم"، محذرا من أن "المنطقة قد تجر إلى حرب طائفية، وتشتعل فيها نيران التخندق الطائفي"!..


إذن، في البحرين "انتفاضة حلال" يقف معها المالكي ويسندها ويستنكر تدخل القوات العربية الى جانب مملكة البحرين ويعتبره تأجيجا طائفيا وقمعا للشيعة، أما انتفاضة الشعب السوري ضد النظام الدموي، فإنها حرام لأنها مؤامرة خارجية، وعمل مرفوض.


ونجد المالكي يدافع باستماتة عن النظام الذي شتمه بالأمس وطالب بمحاكمته دوليا!! عاد المالكي ليقول إن استقرار المنطقة ككل مرتبط باستقرار النظام البعثي السوري، بل كان تصريح المالكي هو النسخة المعدلة، أو العربية، من تصريح رامي مخلوف الذي قال في بداية الانتفاضة السورية إن أمن إسرائيل واستقرارها من أمن سوريا، فلا نظام دمشق تغير، والنظام السوري اليوم أسوأ مما كان عليه يوم انتقده المالكي بالأمس، فما الذي تغير ليدافع المالكي عن النظام السوري اليوم؟


مواقف إيران وأتباعها، نوري المالكي وحسن نصر الله، لا يعدو أن يكون موقفا طائفيا صفويا صريحا لا لبس فيه، ومن المؤسف أن يكون موقف جامعة الدول العربية موقفا مخجلا وجباناً، فلم نسمع من الجامعة وأمينها العام المغادر أية إدانة للمجازر التي يرتكبها النظام السوري وشبيحته وانصاره من القوات الايرانية وقوات حزب الله من أعمال قتل وسفك دماء للابرياء العزل، ادت الى هروب عشرات الآلاف خارج سوريا هربا من القمع الوحشي للنظام السوري.


ولعل الأنكى من كل ما تقدم أن تقوم طهران مأوى الإرهاب العالمي وداعمة الإرهاب في المنطقة، بعقد مؤتمر دولي للإرهاب، لا ندري إن كان مؤتمرا لتنظيم الإرهاب أم مؤتمرا لمكافحة الإرهاب وفق الهوى والرؤية الإيرانية؟ وفعلا شر البلية ما يضحك!.