ولعلكم تتسائلون : هل يجب علينا أن نلتحق بمعهد من تلك المعاهد حتى نستطيع أن نقرر بحياتنا ما نريد بلا تردد ؟
الإجابة :لا بالتأكيد
إنما أدعوكم أولا إلى الحل الرباني الذي سبق معاهد إعداد القادة بقرون :
يقول الحق سبحانه وتعالى:"وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين" آل عمران 159
والعزيمة تنفي التردد، الله سبحانه الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه،
يعلم أن التردد سيصيبه يوما لتعدد الخيارات أمامه ، فأرشده إلى الخطوات اللازمة إذا حزبه أمر وتردد أمامه :
أولها : الشورى ، سؤال من لديهم الخبرة والعلم حتى لا يقع في أخطاءقد يندم عليها ، إن كان أمر مصيري يعتمد عليه استقراره وهناؤه.وثانيها : وهذا من السنة النبوية الشريفة : الإستخارة :
عن جابِرٍ رضيَ اللَّه عنه قال : كانَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ في الأُمُور كُلِّهَا كالسُّورَةِ منَ القُرْآنِ ، يَقُولُ إِذا هَمَّ أَحَدُكُمْ بالأمر ، فَليَركعْ رَكعتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفرِيضَةِ ثم ليقُلْ : اللَّهُم إِني أَسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ ، وأستقدِرُكَ بقُدْرِتك ، وأَسْأَلُكَ مِنْ فضْلِكَ العَظِيم ، فإِنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ ، وتعْلَمُ ولا أَعْلَمُ ، وَأَنتَ علاَّمُ الغُيُوبِ . اللَّهُمَّ إِنْ كنْتَ تعْلَمُ أَنَّ هذا الأمرَ خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي » أَوْ قالَ : « عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِله ، فاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فِيهِ ، وَإِن كُنْتَ تعْلمُ أَنَّ هذَا الأَمْرَ شرٌّ لي في دِيني وَمَعاشي وَعَاقبةِ أَمَرِي » أَو قال : « عَاجِل أَمري وآجِلهِ ، فاصْرِفهُ عَني ، وَاصْرفني عَنهُ، وَاقدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ، ثُمَّ رَضِّني بِهِ » قال : ويسمِّي حاجته . رواه البخاري.
وثالثا : العزيمة : إذا أخذت قرارا فنفذه بلا تردد ولا تخف من اختيارك وثق أنه ما أخطأك لم يكن ليصيبك ،
لأن كل شيء يسير بهذه الدنيا بقدرة الله ، فإن كنت مخيرا في بعض الأشياء في هذه الدنيا فثق أنه بالنهاية لن تقوم إلا بما كتب عليك فى اللوح المحفوظ.
أحبتي فى الله:
إن التردد الشديد لخطر عظيم يضيع معه الوقت وتتعطل بسببه المصالح ،
وقد يوقع صاحبه في المهالك إن كان في أمر من أمور الدين وتأمل معي صفة المنافقين فى القرآن الكريم، قال تعالى :
"مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا". النساء:143
نعم ترددوا في اتباع طريق الحق ، فاستحقوا وصف النفاق وضاع عمرهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا،
حتى لا يضيع العمر سدى : اعرض أي أمر على قلبك وعقلك وقبلها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
تقطع التردد باليقين وترضى عن كتابك يوم القيامة إذا قيل لك:
" اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا "الإسراء-
14اللهم ارزقنا الثبات على الأمر والعزيمة في الرشد اللهم آمين
الروابط المفضلة