بيتي و اولادي و الخادمة ( صيفنا ابداع )"مشاركة رائعة"
بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا نعرف أن جلب الخادمة للبيت يكون للحاجة و أيضا للحصول على الراحة . و لكن تحولت الراحة إلى كابوس و إلى هم لما أصبحنا نبدع و نخترع كيف يمكننا أن نراقب تصرفاتها و نتابعها حتى و نحن غير موجودين بالبيت فاختراع جهاز أحمله معي أينما ذهبت لمراقبة الخادمة هذا دليل على ما يتربصني من خوف منها . الهذه الدرجة أصبحت الخادمة مصدر خطر ؟؟يا ترى ما السبب الذي جعل هذا الخوف يسيطر علينا ؟ من المسئول بالدرجة الأولى على ما وصلنا إليه ؟
فالخادمة قبل أن تكون خادمة فهي بشر مثلنا .فهي انسان تحس لها مشاعر لها رغبات لها أحلام لها أماني، و لكن قدرها أنها خلقت ببيت فقير أو عائلة فقيرة محتاجة لإعانتها فلم تجد بديلا سوى الخدمة في البيوت.
أعرف أن هناك عائلات لا يمكن أن تستغني عن الخادمة و ذلك يعود إلى عدة أسباب ،
هذا ليس عيب، فالله سبحانه و تعالى جعل اختلاف في الأرزاق ،فالأرزاق قسمها الله و كل واحد كيف يحصل على رزقه .
و قال تعالى في كتابه العزيز :" نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ صدق الله العظيم
و لكن المشكلة هي :لماذا نجعل من الخادمة مربية أطفال؟
و نجعل منها طباخة ؟و تمر الأيام و نجد صاحبة البيت تشتكي من نفور أطفالها منها أو حدوث سرقة أو .......
و شيئا فشيئا نجعل منها كل شيء أي المحور الرئيسي في البيت إلى درجة أن الخادمة تعرف كل شيء إذا سألت الزوجة ستقول لنا : اسألي فلانة أي الخادمة .
فهناك قصص كثيرة لخادمات وهي لا تحصى و لا داعي لذكرها فكلنا نعلم بها .
فالسؤال من المسئول ؟
نحن المسئولون على نصف ما يحدث ننسى أنفسنا في زحمة الحياة ،و بمجرد ان تحل الخادمة في بيتنا نوكل لها كل شيء، و أكبر إجرام _ نعم أسميه جرم _ هو فلذات أكبادنا ننسى الأمانة، نلقي بها إلى الخادمة ،لتربيهم بمعرفتها، و ننسى أن هذه الخادمة لها عاداتها و لها تقاليدها ،و لا نعرف أين تربت و ترعرعت و لا نفكر بإرشادها و تقويمها و زرع مبادئنا الإسلامية بداخلها بل نسلمها أبنائنا بكل بساطة لتغرس فيهم أفكارها و نسينا أو تناسينا أن سيد البيت راع و الخادم يعتبر من رعيته نعم فهو مسؤول عنه
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته»
فمن واجبنا أن ننبه هذه الخادمة و ننهيها و نرشدها إلى الصواب و لا نغفل عنها .
هذا من جهة من جهة ثانية تجد الأمهات يشتكين من نفور أطفالهن منهن
و هذه مسألة بديهية كيف لا يحبون الخادمة و هم طوال الوقت معها و أنت سيدتي لم ْتكلفي نفسك أن تلاعبيهم و تشعريهم بوجودك وبحنانك و انشغلت عنهم
إما بعملك
و إما بسهراتك
و إما بتجمعاتك النسائية
......و إذا سألناك ستجيبين ببساطة إنهم مع الخادمة
و الله ارتحت منذ قدومها
أية راحة يا سيدتي ؟؟؟؟؟
فهي ممكن أن تكون تسمم أفكار أبنائك ربما تعلمهم سلوكيات سيئة- مشاهدة شريط فيديو به لقطات خلاعية ....
- غرس ديانتها بعقل طفلك الصغير و تفاجئي يوما به يصلي بديانتها.....
فالخادمة عملها هو التنظيف و ترتيب البيت و أتينا بها من أجل هذا
لا نسلم لها كل شيء عندما نجعلها تطبخ فنحن نسلمها أنفسنا و لا نعرف ماذا تطبخ لنا و لا ماذا نأكل ؟و الخادمة ليست مربية أطفال فالمربية شيء و الخادمة شيء آخر .
عندما نتواجد بمجْمع نسائي إذا حصل الحديث عن الخادمات تجدين الكل تقريبا يلوم و يشتم فيها و في تصرفاتها ،
و لكن أليس لدينا يد في هذا ؟وقد كان سيد البشر صلى الله عليه وسلم خير النّاس في معاملة الخادم يقول خادمه أنس رضي الله عنه :" فخدمته في السفر والحضر ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا، ولا لشيءٍ لم أصنعه لِمَ لم تصنع هذا هكذا" رواه البخاري
نعم
لأن هناك سيدات هداهن الله يعاملن الخادمة معاملة سيئة جدا و تصب غضبها عليها و تصرخ في وجهها وتشعرها أنها خادمة و أن وجودها هنا لخدمتها لا تنسي سيدتي أنها مثلك بشر
يكفي أن الزمن وضعها بين يديك
حاولي أن تعامليها على أنها فرد من عائلتك
حاولي أن تغيري نظرتها للمجتمع
فهي تحمل حقد اجتماعي في نفسها
و بمعاملتنا الإنسانية سنجعلها تغير
و سنجعلها تحس بالأمان
و بهذا ستخدمك و ستتفانى في خدمتك . صدقيني
فمعاملتنا هي سبب كره الخادمات لنا .
و إذا أخطأت لا نعفو عنها من منا لا يرتكب الأخطاء ؟؟و كلنا نتمنى أن يعفو علينا فهي مثلنا تريد من يعفو هناك بعض السيدات هداهن الله إذا ارتكبت الخادمة خطأ تعنفها أو تهددها براتبها نعم و أبسط مثال إذا وقع كأس من يدها تقول لها ثمنه مخصوم من راتبك ألم يسبق لك سيدتي أن أوقعت كأسا أو صحنا؟؟؟ لنتعلم كيف نعفو و كيف نسامح و نتذكر أن هذه الخادمة بشر مثلنا .
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! كم أعفو عن الخادم؟ فصمت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال: يا رسول الله! كم أعفو عن الخادم ؟ فقال : كل يوم سبعين مرة "رواه الترمذي
كما يجب ان لا نكلف الخادمة أكثر من طاقتها كيف لهذه الخادمة أن لا تحقد و هي ترى نفسها تتجول بين بيوت صديقاتك نعم هناك سيدات للأسف ترسل خادمتها لصديقتها الحميمة حتى و إن فعلت عزيزتي المرأة أطلبي منها ذلك بلطف و ليس بصيغة الأمر و يكون ذلك برضاها .
عن أبي ذر رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم"
كما علينا أن نعلم أبنائنا أن يعتمدوا على أنفسهم و يخدموا أنفسهم بأنفسهم مثلا أبناؤك بمقدورهم أن يذهبوا لشرب الماء لا تطلبي من الخادمة أن تجلب لهم الماء بل عوديهم أن يفعلوا ذلك بنفسهم و هذا في صالحهم و في صالحك أنت مستقبلا .
كما لا ننسى أن عمل الخادمة له قوانينه و ضوابطه فعملها هو التنظيف و الترتيب ...
لنرعى بيوتنا و لنحافظ عليها و لنشرف على بيوتنا بأيدينا حتى لا نضيع و يضيع أبناؤنا وسط إهمالنا و لامبالاتنا .
كتبت بواسطة bichebicha1
الروابط المفضلة