
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين سن لنا سنن الهدى وجعل الإسلام سعادة في الدارين لعباده المتقين وأصلي وأسلم على سيد الأنام وإمام المتقين وعلى أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين وعلى أصحابه الأبرار وعلى المتقين الأبرار إلى يوم الدين وبعد ::
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
ففي الآية الكريمة أمر من المولى سبحانه وتعالى للمؤمنات بالحجاب ابتدئه سبحانه وتعالى بأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن أجمعين وهن من هن في التقى والورع !!! .. وأمرهن بأن يتحجبن عن من ؟؟!! عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , أما أبا بكر فهو التقي الورع وأما عمر فما نزلت آية الحجاب إلا ببركة أبي حفص رضوان الله عنهم أجمعين ...
والأمر في هذه الآية الكريمة واضح جلي لعموم المسلمات بالتمسك بالحجاب الشرعي الذي فرضه الله عليهن ,, وحدد العلماء شروطاً عدة للحجاب منها أن يكون من هامة الرأس ـ ولا يجوز لبس ما كان على الكتف ـ عبائة الكتف ـ حتى يكون أستر وأن يكون خالياً من الزينة فضفاضاً واسعاً لا يلفت الأنظار إليه إلى آخر الشروط المعروفة ...
والذي يفتي به مفتي الديار السعودية عدم جواز لبس عبائة الكتف ... وهذا ما ترتاح إليه النفس وهدى الله بعض النساء نقول لها يقول العالم الفلاني تقول / أنا نيتي كذا وكذا وعبائتي ليس بها تطريز إلى آخر تلك الحجج الواهية
ونحن في زمن كثرة فيه الفتن ... فتنة تتلوها الآخرى أصبح الحليم فيها حيران والمتمسك بدينه كالقابض على الجمر ...
ومن الفتن التي عمت وطغت في هذا الزمان " الحجاب " وما أدراك ما حجاب هذا الزمان ؟؟؟ !!! لم يعد الحجاب حجاباً , بل غدا زينة وتفاخراً بين النساء ... وأصبح يحتاج حجاباً يستره ....
وما نتج هذا التصور لدى النساء إلا من الفهم الخاطئ لمعنى الحجاب فكثير من النساء ترتدي الحجاب على أنه عادة وليست عبادة
وفي هذا المقام يسعدني أن أقص عليكم قصتي مع الحجاب ,, وكيف كتب الله لي ترك العبائة على الكتف ..
كنت ممن يرتدي عبائة الكتف ويظن هذا من الحضارة وما هو من الحضارة في شئ و الذي بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق ,,, وشاء ربي أن أرتدي عبائة الرأس من غير إقتناع إنما تحت ظروف خاصة أجبرتني عليها ,, كنت متضايقة متذمرة منها أشعر أنها كالجبل يُطبق على أنفاسي وأنني سأتعثر بها ـ كما تحجج معظم الفتيات ـ إلى أن شاء ربي واستمعت لشريط للشيخ سعيد بن مسفر أظنه " عندما ينتحر العفاف " أو " شموخ في زمن الإنتحار " يقول فيه كلمات غيرت مجرى حياتي وكتب الله لي إرتداء الحجاب الشرعي يقول حفظه الله : المرأة حينما تلبس حجابها فهي تعبد ربها إلى أن تنزعه ... قلت في نفسي : الله أكبر الآن هذا معنى الحجاب والله إني كنت أظنه مجرد عادة ورثتها عن جداتي ولا يعدو روتيناً يومياً في حياتي .... فمن يومها أحببت حجابي الشرعي ولا أتخيل حياتي من دونه ...
الحجاب اليوم نشكو إلى الله حاله فتقلص حجمه وتغيرت ألوانه بين أخضر وأزرق وأحمر كلٌ على حسب ذوقه ....
وأصبح التنافس بين التجار لجلب كل ما هو جديد في عالم الموضة من أنواع مختلفة من الحجاب فهذه عبائة فرنسية كما يقول الشيخ سعيد بن مسفر : عبائة فرنسية !! منذ متى فرنسا بلد العهر والفساد تعرف الحجاب ... وآخر الصيحات على حسب علمي ـ لا فقهنا الله في هذه الأمور ـ عبائة الفراشة التي انتشرت انتشاراً كبيراً خاصة بين الصغيرات وهذا والله من جهل الأمهات أقول حتى الصالحات يسمحن لبناتهن بإرتدائها وما عملت " أن من شب على شئ شاب عليه "
كم حزنت جداً حينما كنت أشاهد التلفاز وإذا بلقاء مع رجل زين له الشيطان عمله فرآه حسناً هو صاحب محلات عبائات عصرية / فإذا به يُعرف في بداية اللقاء بمكانه الحجاب في الشريعة الإسلامية ووجوب إرتدائه وأنه ضروري للمرأة ونسي أن يذكر شروط الحجاب الشرعي وما أراه إلا أخذ من الدين ما يحلو له ... وما علم هذا وأمثاله أن عليه وزر كل من ابتاعت منه هذه العبائة وكل من فتنه بهذه العبائة ...
فيا أخيه ـــ يا حفيدة خديجة وعائشة فوالله وتالله وبالله لن تنعمي ولن تسعدي ولن ترافقي هؤلاء النساء إلا بالسير على خطاهم وإن الحجاب من أوثق عرى الإسلام وميزة وخاصية كرم الله بها المرأة المسلمة عن النساء الكافرات اللاتي يغبطنك على ما أنت فيه من عز وسؤدد ...
فيـــا أخيـــه ,,,, عودي إلى الحجاب عوداً جميلاً ...

... أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات والصواب من الله وحده والخطأ من نفسي والشيطان
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
أختكم في الله
أم المقداد
الأحد
13 ـ 8 ـ 1428 هـ
الســـــــــ1:45 م ـــــاعة
تعليق