نسعى لها .. نتهافت عليها .. نفتش عنها
السعادة ... و من لا يريدها ؟
في المال .. راجح عقل وقاصر طرف
فقاصر الطرف يرى في جمع المال سعادة
وكم من غني تعيس !
و راجح العقل ذاك الذي برغم قله ماله وجاهه
استطاع أن يصنع لنفسه السعادة
هنا السؤال.. و كيف وجدها ؟
السعادة رضا ومع الرضا نجاح وعطاء
فكيف لنا أن نرى متعثر متذمراً ونصفه بالسعيد ؟
السعادة مكمنها النفوس و الذوات
فمن لم يكن فيه داخله سعيداً فلن يسعده أي شيء
و أجل منهل للسعادة و أحق
هو الارتباط بالله و الإيمان به و العمل الصالح
قال الله تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون } البقرة:277
فلا منهل أدوم للسعادة إلا الإيمان و التقرب من الله
و لا طعم للحياة إلا بإيمان أصلاً
إذا الإيمان ضاع فلا حياة
......... و لا دنيا لمن لم يحي دينا
و السعادة بعد هذا تأتي بنفع الناس و إدخال السرور في قلوبهم
و فيها قال الدكتور عائض القرني
" أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد
يجنون ثمراته عاجلاً في نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم
فيجدون الانشراح و الانبساط والهدوء و السكينة
فإذا طاف بك طائف من هم أو ألم بك غم فامنح غيرك
معروفاً وأسد لهم جميلاً تجد الفرج والراحة
أعط محروماً و انصر مظلوماً و أنقذ مكروباً و عد مريضاً
و أعن منكوباً تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك "
و أسباب السعادة شتى و منها
- النظر إلى ما دونك في أمور الدنيا
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" انظروا إلى من هو أسفل منكم و لا تنظروا
إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله "
- الكلمة الطيبة و دفع السيئة بالحسنة
- الالتجاء إلى الله وكثرة الدعاء و التوكل عليه
- تقوية القلوب وعدم التفاته للأوهام و الخيالات التي تجلب الأفكار السيئة
- محاربة الأهواء و الشهوات
- الحرص على مكارم الأخلاق
- استمتع بما لديك و تنظر لما عند غيرك
- احرص على عافية بدن وصحتها
فقد قال سول الله صلى الله عليه وسلم :
" من أصبح منكم آمن في سربه, معاف في جسده،
عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها "
اللهم أصلح لنا ديننا الذي فيه عصمة أمرنا
وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا
وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معدنا
واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير
الروابط المفضلة