بارك الله فيكن بنات
وآسفة على التأخر
الحقيقة أتمنى أن نتكلم عن مواقفنا بشكل عام
ما الموقف المؤثر الذي تعرضت له في حياتك ؟
سأبدأ أنا ...
لدي موقف حزين لا أستطيع نسيانه
عندما عدت من المشفى إلى بيت أهلي
وكنت قد أجريت عملية ولادة " قيصرية "
كنت في حالة صعبة لأنها أول مرة
عدت إلى بيت أهلي لكي أكون في راحة وتحت عناية أمي
ولكن !
أخبرنا الطبيب أن حالة الطفل خطيرة جداً لأنه ولد مبكراً على موعده
أي قبل الشهر التاسع
لذلك سيبقى في الحاضنة ولن يخرج إلا بعد أن يتحسن
فرح أهلي بعودتي للبيت وكانو يحضرون لي كل ما أحتاجه وخاصة إخوتي
لم أكن مرتاحة أبدا
كيف أرتاح وولدي وفلذة كبدي بعيداً عني !
كانت تلك الأيام مليئة بالمرارة والحزن وما كنت أعرف السبب
زارني الكثير من الناس لتهدئتي وشرح الأمر لي وأن كثيراً من
الأولاد خضعوا تحت مراقبة المشفى أيام طويلة فلا تيأسي !
وفي الليلة الثالثة على ولادتي , شاهدت حلماً !
نعم ... في ليلة كانت تمطر بغزارة شاهدت حلماً عجيباً
رأيت في المنام ذلك اليوم أنني في بيت أهلي وقد جائنا ضيوف
وكنت أردتي ثوباً أبيض جميل ولكنه كان قديماً ومهملاً وكأنه لم يغسل منذ زمن !
وعندما أرت الدخول على ضيوفنا جائت أمي وأخذتني بيدي إلى غرفتي
ثم أمرتني بأن أخلع الثوب لأنه متسخ وغير مناسب
فقلت لها لا أنا أحب هذا الثوب ولا أريد تبديله
فقالت لي أنظري إليه جيدا !
وعندما نطرت رأيت على الثوب بقع دم في وسطه
فقالت لي كيف ستقابلين الناس وعلى ثوبك دم !
فأخذته وجاءت لي بثوب آخر أبيض ناصع
وقد كان جميلاً جداً وعندما أرادت أن تلبسني إياه
بدأت أبكي بكاء شديدا واستيقظت على هذه الحال !
مع أنني لم أكن أستطع القيام ولا الصلاة لكني والله
دعوت الله من قلبي من فور استيقاطي ومن دون قصد مني
فقد وجدت نفسي أردد : اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها
وبقيت أعيدها حتى :
أحس زوجي عليي وهدئني
في الصباح كنت قلقة لم أخبر أحداً عن ما رأيته عملاً بأمر الرسول ص
وفجأة يرن الهاتف !
ويرد أبي عليه
زأسمع أبي يقول :
أهلاً ... السيد فلان ... " يعني زوجي " نعم تفضلي !
وأعطى السماعة لزوجي !
فالتفت إلى أبي وقلت له : ماذا من على الهاتف فقال وهو يضحك :
هههههههه امرأة !
قلت امرأة ؟؟؟
قال نعم !
فاستغربت الأمر لأنه نادراً ما يتكلم زوجي مع امرأة !
ونطرت إلى زوجي !
ويا الله
إذا به شاحب الوجه مدمع العينين وكأن شيئاً قد وقع به !
وعندها والله عرفت ما الذي جرى وشعرت بشعور الأم الحنون
وما إن أغلق السماعة حتى بادرته بالسؤال ما الأمر
تعرفون بما رد علي ؟
: لا شيء !
وخرج من فوره
ولحقته أمي ولمحتهما يتجادثان بالقرب من المدخل
وشعرت بدقات قلبي قوية سريعة
لم يدق قلبي بهذا الشكل قبل ولا بعد ذلك اليوم
وخرج من البيت وأخبرتني أمي أنه لا داعي للقلق ولم يحدث شيء !
عرفت من البداية أنهما أخفيا علي الأمر وعرفت الأمر بأكمله وكأن أحداً ما أخبرني
والله لم يأتني شعور في مكانه كتلك المرة
وفي اليوم التالي
أستيقظ لأجد نفسي وحيدة في الغرفة
لم أكن أستطيع الحراك
بدأت أنادي أمي أمي
وإذا بجدتي وأختي تأتيان ويبدو عليهما الانشغال
وقالتا لي أن الباقي سيعودون بعد قليل ولم يخبراني إلى أين ذهبوا
أغلقت اختي عليي الباب
وشعرت بوحدة قاسية
لا أستطيع وصف شعوري لكن ذالك اليوم
إذ أني موقنة أن هناك أمر ما
ولا أحد يقف بجانبي ويخبرني الحقيقة
بقيت على هذه الحال في هدوء ووحشة وكنت أرى النهار ليلا والشمس قمرا
إلى أن وصل أمي وزوجي وأبي وخالتي بعد ساعتين
وتدخل أمي عليي وفي يدها الكثير من الأطعمة والهدايا
وهي بشوشة الوجه
وتقف بجانبي
وبعد دقائق ...
تذهب البسمة من على وجهها لتقول لي
أنا أعرفك يا ابنتي ,,, أنت قوية وستستسلمين لقضاء الله وقدره
إن ولدك الآن ينتطرك عند باب الجنة ليسحبك من ثوبك أنت ووالده حتى تدخلون الجنة معه بإن الله تعالى
لقد ... ماااااات
نعم ...
لم يكن بصحة جيدة
ولو أنه عاش لبقي يعاني أمراض الرئة طوال عمره
احمدي الله وتوكلي عليه وفوضي الأمر بين يديه ولا تيأسي من روح الله يا ابنتي
يا الله !
لقد كانت هي والباقين في المقبرة
لقد حفر له زوجي القبر بيديه ودفنه فيه وقبله ثم غطى وجهه الذي لم أنعم برؤيته
لا
لم أرى ابني ولا لمحة واحدة
فقد كنت في حالة الإغماء إلى أن خرجت من المشفى
وقد تركت تحت تراب وطني الغالي إنه بعيد جداً عني
وها أنا الآن والحمد لله
لقد عوضني الله تعالى بولدين
لقد شعرت بأن الله عز وجل رحيم لا ينسى أحداً من عباده
الحمد لك يا رب
عفواً على الإطالة
هذا هو موقفي الأصعب الذي مررت به
والآن التي بعدي ستحكي لنا موقفها
محزن أو مضحك او كما تحب
مودتي ...
الروابط المفضلة