الحمدلله الذي يسر لي فريضة الحج
ولاحرمني وإياكم نعمة القبول والتوفيق
الحج رحلة إيمانيه روحيه تحلق بها الأرواح إلى أبعد مدى
وتتعانق نعم تتعانق لأن هناكـ نشعر بالصفاء والولاء
أرواح في جسد واحد أو بمعنى أجمل روح في أجساد متعددهـ ..
قد تخونني الكلمات في الوصف ..
فقد كانت حجه سهله وميسرهـ
الساعه الخامس فجراً إغتسلت
ثم لبست الإحرام .. وبدأت التلبيه ....
توجهنا إلى باصات الحمله الساعه السابعه صباحاً من هنا قد يخونني التعبير.. ..
في الباص كنا مجموعة نساء وفتيات فقط .. وبالكاد تسمع التلبيه ممن حولكـ .. فالسائق أجنبي ..
شعور تملكني .. شعرت وكأن الباص يحلق فالسماء فماحوله سوى البياض والنقاء ..
كانت دموعي تبلل خدي .. وقلبي يقول لي هي رحلة للآخرهـ ..
قد يكون خوفاً لأن لم أحج من قبل
والأرجح كان شوقاً غمرني من رأسي إلى أخمص قدمي ..
فسرت قشعريرهـ .. وكأنني في عالم نوراني تحفني الملائكه بالبشرى والتحذير في آن واحد ..
في مِنَى
لاأجد تلك الزحمه التي كنت أظن وصلنا للمخيم وكأننا موكب عرس قوبلنا بالترحيب والإكرام ..
وبدأنا يوم الترويه ببرامج الحمله محاضرات / مسابقات ....
في الغد كان اليوم العظيم كماأحب أن أسميه
كـــــــــــان يوم عرفــ ـه
يالله ماأجمل ذلك .. يوم جُمعه .. وجَمعه ..
كنت أرى عرفه كثيراً ولكن ذلك اليوم كانت غير ..
لبست البياض شارات اللقاء لرب رؤوف رحيم ..
والذي ميز ذلك اليوم المميز أن الأصوات خاشعه
فلاتسمع إلا همسا .. والله لكأني أسمع تلك الواعضه فالحمله صوتها جهوري وقوي .. ماشاالله ..
ولكن في عرفه وكأن هناك قوهـ تمتص ذلك الضجيج .
. لاعجب إنه هيبة الموقف ..
فهو صورهـ مصغرهـ لعرصات يوم القيامه ..
وكان غروب شمس ذلك اليوم ذكرى تبعث في نفسي قشعريرهـ و رجاء لله ..
فقد إجتمع غروبين .. شمس عرفه .. وشمس يوم الجمعه .. وكله له فضله .. فكان فضليين .. !
ومازال اللسان يلبي ويدعو ويستغيث .. بعدها ركبنا الباصات إلى مزدلفه
والطريق إلى مزدلفة كان به بعض الركود ..
وكانت مزدلفه مزدحمة لأن تلك السنه كان الحجاج أكثر من المعتاد لإجتماع يوم عرفه في يوم الجمعه ..
وقفت الباصات على حدود مزدلفه .. فرشت الأرض ودون أي شعور نمت ..
فكانت نومه دون غطاء ولاوسادهـ وفي أي مكان .. وعندما صحوت وجدت الوالدهـ حفظها الله قد غطتني لأن تلك الليله كانت باردهـ .. كانت ليلة تعب ووهن ..
بعدها دخلنا مزدلفه ونمنا فيها ساعه [ يكثر فيها المواقف المضحكه والمحزنه ]
ومنها كنت أجمع الحصى ووالدتي تمطر علي كعادتها بالنصائح شعرت فيها بعض التشديد الذي ليس في الدين ؟!! قالت لي إنتبهي يجب أن تكون الحصى بهذا الحجم .. وأنا أجمع وإنا شبه نائمه [ لكم تخيل الوضع] أخذت حصى قالت لي لا كبيرهـ قلت لها بلهجتي الحجازيه [ليه متحشمه فالشيطان إنت]
الترجمه [ ليه خايفه على أبليس ] كان شيخ الحمله نائم بالقرب تعال صوت لقهقه مرتفعه << كان هو أستغفر الله شعرت بخجل ..
وأمر أصحاب الباصات بالإستعداد للرحيل ..
وكان صباح يوم العيد....
.. دخلنا المخيم وقد تزين بشتى ألوان الزينه والمأكولات والمشروبات .......
ذهبنا مع بزوغ شمس الأضحى إلى الجمرات .. ورأيت جموع الحجيج تتدفق من كل فج عميق ..سبجان الله .. تيسر رمي الجمرهـ العقبه ..
بعدها إغتسلنا وحللنا إحرامنا .. وكان يوم النظافه .. نظافة جسد [ شعث غبر ..]
ونظافة روح .. من أدران البغضاء .... شعرت بصفاء ونقاء من حولي .. لأنها نبعت من داخلي .. فكان طهر الأرواح يعبق في الأرجاء ..
وبعدها كان الرمي للجمرات الأخريات ..
وكان آخر يوم دموع تتسابق وأنفاس تتلاحق شهيق قوي ..
وكنا مستعجلين ليومين [ فمن تعجل في يومين فلا أثم عليه ...الآيه]
كانت هناك حوادث فالرمي وإصابات ووفيات .. كنت أهم بالخروج إلى الرمي
فسمعت بكاء فالمخيم ماذا؟!! فتاهـ من المدينه ماتت فالرمي .. رحمها الله
استجمعت قواي وخرجت فنادتني فتاهـ من المخيم نعم ؟!
توجهت إليها مستفسرهـ ؟؟ قالت لي لاتذهبي ..
وكانت تسرد لي الأحداث ..وختمتها بإشارهـ إلى جوالها .. والداي المسئول عن الأمن فالجمرات والآن وردني إتصال منه يحذرني من الخروج .
. فماكان مني إلى أني إتصلت بالوالد وكان حازماً .. فطلب مني الخروج فخرجت خائفه أترقب ..
وكان أمامي لوحه كبيرهـ مكتوب عليها حديث قال صلى الله عليه وسلم [من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاهـ لم يمنعه من دخول الجنه إلا أن يموت ] أوكماقال صلى الله عليه وسلم ..
سرت طمئنينه إلى روحي .. وتوكلت على الله .. وكان هناكـ فوضى تدل على صدق كلام تلك الفتاهـ .. ولكن تيسرت ورمينا ..
وهذهـ رحلتي إلى الحج .. لم أتعمد فيها السرد ولكن هو التسلسل والترابط للكلام ..
أمل مشرق .. شكراً لهذهـ المساحات من البياض لونتها بتجربتي ..
دمتي بخير
الروابط المفضلة