السلام عليكم ورحمة الله
قضيت صباح يومي ذاك في المشفى ..
ولا أعلم لما فجر وجودي في هذا المكان أحاسيس شتى.. أولها وأخرها وأعظمها
" احســــــــــاس بالضــــعف "
فأخبروني بالله عليكم هل يوجد في هذا المكان سوى الضعف والضعف فقط
سبحان الله .. اساس التذكير لنا .. انه مهما كبرت وعظمت قوتك يابني ادم
فلا تغتر .. فالله قادر ان يسلبك اياها في لحظة ..
لتكون هنا حيث الألم والضعف والعجز الانساني بكامل صورته ..
ملامح الالم التي تعلو الوجوه والحزن الطاغي الناتج عن العجز والعجز فقط ..
ومع تلك الألسنة اللاهجة بذكر الله ودعائه ورجائه في الشفاء ..
تظهر عظمتك وقوتك ربي ويظهر ضعفنا وذلنا وحاجتنا اليك .. وهذه هي "حقيقة ابن ادم "
فنحن لك ربي " خاشعين متذللين " لا قوة لنا بدونك ولا حياة ولا وجود الا بك ..
سبحانك .. تدور بنا الدنيا وتطحننا بقسوة تحت وطأة عجلاتها ونساير ونعاند وبكل قوة
مغترين بقوتنا وصحتنا وقدرتنا على مسايرتها والتغلب على مصاعبها ومقاومة عجلاتها حتى تتوقف بنا لحظة عند
" محطة المرض "
حينها نستيقظ من سباتنا العميق وتبصر أبصارنا حقيقة سقطت منا في زحم معترك الحياة
" قوتنا ليست بيدينا بل هي نعمة من الله "
فهل توقفنا ولو للحظة في زحم حياتنا " لنحمده على نعمته "
فبحمده تتم النعم
ام لابد من ان نزور وتتوقف بنا عجلة الحياة عند تلك المحطة البائسة
لنعلم بعدها بواقع حقيقتنا وبعماء أبصارنا وزيف قوتنا " فنحن لولاه أضعف من الضعف نفسه "
تتطاير الكلمات من بين يدي تحت وطأة همسات بل استغاثات الالم من حولي ..
نرتعد ونحرن ونسطر أحرفا لألم حل بقلوبنا تحت أي ظرف كان معتقدين بذلك باننا في قمة الألم وأن لا حول لنا ..
فلي ولؤلئك .. فلتأتوا معي لهذا المكان حيث الألم بمعناه الحقيقي " كفاكم الله شره "
حيث التأوهات والصرخات تملأ بل تصم الاذان .. حيث حقيقتي وحقيقتكم
حيث العبد أقرب ما يكون لربه .. ذليل .. خاشع .. منكسر
تلهج الألسنة بذكره ودعائه طلبا للعون والشفاء .. فسبحانك ربي القادر الجبار الوهاب المنان .. لك الأسماء والصفات الحسنى ولك الوجود كله ..
ربي .. اعتصر قلبي وأنا في هذا المكان لرؤية حال عبيدك ممن أحببتهم فابتليتهم
فكانوا هنا تحت رحمتك .. وهذا انا وماانا الا امة ذليلة ومارحمة قلبي بمقارنة تعاليت ربي بعظمة رحمتك فارحمهم وأشفهم وعافهم وأعفو عنهم ..
ربي اشفي مرضانا ومرضى المسلمين وأدم علينا نعمة الصحة والعافية واجعلها الوارث منا واجعلنا قادرين على ايفاء حقها لك وحمدك وشكرك واستخدامها حيث يرضيك .. فرضاك نرجو ..
" اعلم اني اطيل وأطيل ولكن كيف لي بمختصر حديث فاضت تحت وطأته وشدته مشاعر قلب لم يحتمل "
فاعذروني
الروابط المفضلة