بعد رمضان.. يُكرم المرء أو يهان..

أقدم لكن اليوم صورتين مختلفتين من واقع شبابنا وبناتنا حفظهم الله وسدد للحق خطاهم

حالهمـــ وقد احاطت بهم الفتن

وأصوات الدعوة الى سبيل ابليس تناديهم

فمنهم من استسلم بلا مقاومة فسلم اليهم كل جوارحه ثم تااااااااهــــ

ومنهم من ثبت حتى النهاية ، اشترى نفسه ابتغاء مرضات الله فأفلحـــ



:

:

آمنة ….

انتظرت رمضان طويلا

وقد عقدت العزم انها في هذا الشهر لن يسبقها الى الله احد

فهي تعلم جيدا

ان فرصة التطهر من ذنوب احد عشر شهرا قد اتت

وأن موسم التزود بالطاعة اهل

وأن هنالك العديد من أوجه الخير والاستزاده من الحسنات بأنتظارها

وأنها تحتاج لهذا الشهر لكي تملأ قلبها ايمانا كزاد لاحد عشر شهرا مقبلا

فعقدت العزم ان لاتضيع كل ذالك الفضل

وعندما أهل

كانت كما عزمت

فصدقت ماعاهدت عليه الله

اقبلت اليه بقلب شغفه الحب والشوق

وراحت تنهل من فضله

وتغرف من بحار حسناته

فليلها

مابين قيام وقرآن واستغفار ودعاء

ونهارها

صيام وذكر وتسبيح

راحت تختم الختمة تلو الختمة

وتنعم بالاجور العظيمة

كلما اصابها الكسل او الفتور تقول لنفسها

“يانفس اصبري

الا تعلمين ان هذه الفرصة لاتأتي الا مرة واحدة كل عام ؟

انك ان ادركته هذا العام فمن يظمن لك ان تدركيه العام المقبل

يانفس …

انت تحتاجين لزاد للأيام المقبلة

وها هو زادك

فأغترفي منه بلا كسل أو ملل”

كانت آمنه تسمع كثيرا تلك الدعاوى الكاذبة

” استمتع معنا في رمضان”

نقدم لك كل ماهو جديد ومسل”

“جوائزنا في رمضان لاحصر لها”

فلم تلتفت لها

ولم يغريها ذالك الكلام

ولم تشأ ان تضيع اغلى اللحظات

بتلك التفاهات

فمتعتها كانت عندما تناجي رب الارباب في ثلث الليل الاخر

تتوسل اليه وتتضرع بين يديه

راجية رحمته والجنة

مشفقة من عذابه والنار

وسلوتها في كتاب الله

تقرأ آياته

وتتدبر معانيه

بقلب عطش لايرويه الا كلام ربها

اما جائزتها

فقد كانت تعلم علم اليقين

ان بعد باب الريان

هنالك “مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر”

وأن ” للصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلاقي ربه”

:

:

أما زينب..

فهي الاخرى انتظرت رمضان

لكن

بصورة مختلفة ……..

فهي انتظرت التغيير الذي يحصل على حياتها فيه

فقد ملت الروتين

وحياتها وايامها التي كانت تقول عنها انها متشابه

نظرت الى ذالك الجهاز الذي سيعمر بكل ماتحبه نفسها

من افلام ومسلسلات وبرامج لاحصر لها

وكان همها

ماذا سأتابع ؟ وماذا سأترك؟

كيف سأوفق بين هذا الكم الهائل من هذه الفقرات المحببه الى قلبي

وعندما قدم رمضان

امتنعت زينب عن الطعام والشراب

ولم تمتنع عن اي شيء غيرهما

فأطلقت العنان للسمع والبصر وجميع الجوارح

اذا جن الليل امسكت بالـــــ (ريمونت)

وراحت تقلب القنوات كما يحلو لها

تقلب معه بصرها كيفما احبت

وأينما اشتهت

لاتراويح ولاتلاوة لكتاب الله

ولاحتى سؤال لله من خيري الدنيا والاخرة

وكأن رمضان هو فترة للحميه……

وليس تطهيرا للنفس

وتزكية للقلب

وزاد للدنيا والاخرة

كانت الايام تمر ..

واللحظات التي لاتعوض

تضيع..

واصوات تكبيرات الصلاة

تتعالى من المساجد

وبمقابل ذالك

كانت تتعالى اصوات الغناء

والدعوة الى تضييع فرص الجنة

فأصغت الى الثانية

بقلب مقبل

واعرضت عن الاولى

ولاتدري

ان الامر لايتعدى

مسلسلات تافهة تضيع فيه وقتها

او اغنية هابطه تدعو الى انحلال الاخلاق والتعري

او برنامج لافائدة ترجى منه

لافي الدنيا ولافي الاخرة

هي لم تدرك ان الامر اخطر من ذالك بكثير

فالامر سيتعدى رمضان

الأمر…..

كيف سأخرج من رمضان

بقلب عامر ..

ام ميت؟

بروح زكية..

ام متعبة..

ارهقتها الذنوب

*

وكما قلنا

بعد رمضان

يكرم المرء

او يهانــــ

*

يكرم بــــــ

راحة وقلب سعيد لما حقق

فقد تم جلائه

وازيل عنه الصدا

تزود بالطاعة

للأيام القادمة

وعاش اجمل اللحظات

مع رب الارض والسموات

خرج بجبال الحسنات

وربما كان من عتقاء ذالك الشهر من النار

اطال الدعاء

والرب الكريم

كريم في اجابته

وقد يحصد ثمار الدعاء

خلال هذا العام

**

او يهان بــــ

قلب مريض

عليل

ارهقته الذنوب

وقد استاء من تقصيره

طبقات من الصدأ تراكمت عليه

حتى اصبح لايهمه

ما الحلال وما الحرام

قال تعالى ” كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون”

**********

فلماذا كل هذا؟

ومن اجل اي شيء يهين المرء نفسه

ويوردها تلك الموارد؟

وهل الامر الذي ترك لاجله كل ذالك الخير يستحق كل تلك التضحيه؟

فهلا تفكرت يارعاك الله

وتدبرت بحالك

واخترت الطريق السليم

قبل فوات الاوان

******

وتذكريــــــــ

أن ألأمر لايزال بين يديك

وأن الفرصة لم تضع

فتوكلي على الله

واعقدي العزم من لآن

وألأهم من كل ذالك

أسألي الله ان يعينك على نفسك

وأن يثبتك على ماعقدت عليه العزم

وأن يزيدك من فضله

“إنه جواد كريم”

ودمت بحفظ الرحمن آمنة

وبه متعلقة

ولجنته راجية

ومن ناره مشفقة

ولوجه الكريم مشتاقة

ولرضاه سائلة

:

:

بقلم الأخت الفاضلة / الأنبارية

قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *