رسالتان من زوجة شهيد وزوجة معتقل

رسالتان .. من زوجة
شهيد .. وزوجة معتقل .. .. إلى كل أخ محسن
كريم ..

1-رساله إلى محسن ..
.. من أرملة شهيد من فلسطين

السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته

فإن
من أصعب اللحظات على الإنسان .. لحظة
الشعور بعدم الأمان .. ولا يخفى عليك
أن غياب الزوج عن بيته لحظة واحدة
يفقد البيت شعوره بالأمان
والإطمئنان .. وتظل عيون الأطفال
معلقة بالأبواب حتى يسمعوا خطوات
والدهم فيهبوا للقائه والفرح يزهر في
عيونهم ويتورد على جبينهم .. ثم
يرتمون في أحضان والدهم وكأنهم ملكوا
الدنيا وما فيها ..
ولكن .. كيف أصف لك الشعور اليوم .. إنه
غياب العمر . إنه الشعور الدائم
بالخوف .. إن العمر كله صار لحظات صعبة
ومرة ولك أن تتصور أحيانا أنظر في طرف
خفي لأرى طفلي الصغير واقفا متجمدا
ينظر من الشباك لطفل آخر مسرع نحو
والده .. أقترب من طفلي فأرى عيونه
ذابلة والدموع في عينيه تكاد تتكلم..
فما أن يراني حتى ينفجر باكيا .. ويبقى
يبكي حتى ينام ..
ولك أن تتصور ما تشاء .. ففي كل يوم
عشرات المشاهد التي تفلق الحجر ..
والله وحده هو الذي يلهمني الصبر
والسلوان .. وصدقني إن عزاؤنا الوحيد
أن زوجي قد مات شهيدا .. وأنه الآن في
نعيم الجنة وأنا سنلتقي به هناك بإذن
الله .
وما زادنا صبرا وأملا .. وجودكم في
حياتنا عبر كفالتكم المباركة .. إننا
نشعر ان الناس بخير ، وأننا يمكن أن
نعيش بكرامة في هذا العلم المجنون ..
ولا نبالغ إذا قلنا لكم إن كفالتكم هي
الماء الطيب الذي يصيب أحزاننا
فيبردها ويخفف آلامها .. فبارك الله
فيكم ورزقكم من خيره .. أما أنا فأستعد
الان للموقف الصعب الذي سأواجه به
طفلي عندما يبحث
عن والده .. يبكي مائدة
رمضان .. وصبيحة يوم العيد .. والله
المستعان .

2-رساله إلى محسن ..
.. من زوجة معتقل من فلسطين

السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته

يامن
أخذت بيدنا إلى بر الأمان .. إسمح لي
أن أهنئك بقدوم شهر رمضان المبارك ..
فتقبل الله طاعتكم وكل عام وانتم
بخير .. لقد كنت أمس وطفلتي الصغيرة في
زيارة لزوجي السجين .. وهو يشكرك من
أعماق قلبه ويدعو لك في كل صلاة .
ولأول مرة تدمع عينا زوجي في الزيارة
.. ولما سألته عن السبب قال .. أشعر
أنكم لن تكونوا على قدر إحتمال
متطلبات رمضان والعيد من بعده ..
وأشعر بعجزي عن مساعدتكم .. ثم همس حتى
لا تشعر الطفلة .. وأشعر أن الطفلة لن
تشعر بالعيد !!

فلا
أب يعود مع الجيران من صلاة العيد ..
ولا عيدية تمرح بها .. ثم بكى .. ثم كانت
المفاجأة .. فقد قالت الطفلة .. لا تبكي
يا أبي .. أنت رجل كما تقول أمي .. وسوف
أغضب منك إذا بكيت .. ونحن يا أبي بخير
وكافلنا لا ينسانا أبدا .. ويرسل لنا
النقود والهدايا والعيدية .. فلا تهتم
.. فقط ادع له يا أبي .. عندها قال زوجي
.. اللهم أرزقه الجنة .. فرفعت الطفلة
يدها إلى السماء وهي تقول ( آمين )
وحينها لم يبكي زوجي فقط بل بكى كل
السجناء من حوله .. فبارك الله بكم
جميعا .. والسلام عليكم .. زوجة معتقل .

من
رسائل الندوة العالمية للشباب
الإسلامي _ الرياض

قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *